*أبرز ما تناولته الصحف اليوم* *كتبت النهار* الإعلام منحاز. الغرب منحاز. كل العالم منحاز. اكتشاف جديد وقع عليه محور الممانع

*أبرز ما تناولته الصحف اليوم*

*كتبت النهار*

الإعلام منحاز. الغرب منحاز. كل العالم منحاز. اكتشاف جديد وقع عليه محور الممانعة اليوم. كأنه كان يظن غير ذلك في عالم منقسم الى محاور متباعدة والى حروب باردة وساخنة تسود في كل مكان، وتقود معها الاحزاب والمجتمعات والإعلام الذي هو ابن بيئته وصنيعتها.

الانحياز موقف. ومَن لا موقف لديه لا ينحاز. الانحياز أيضاً قد يدفع الى الحقيقة. ثمة انحياز ايجابي، وعدم الانحياز هو الموقف الرمادي الذي يساوي بين الظالم والمظلوم.

والتهمة بالانحياز وجهة نظر، اذ لا يمكن أن تنتظر من إعلام إسرائيلي مثلاً أن ينحاز الى أهل غزة. ولا إعلام فلسطينياً مناصراً لإسرائيل. وهل يتوقع أحد مثلاً من قناة "المنار" ألّا تنحاز الى الخيارات الإيرانية؟... لا ينتظرنّ أحدٌ أن يتخذ الإعلام الغربي موقفاً عدائياً من مصالح بلاده. وهي غالباً منحازة الى اسرائيل التي عرفت كيف تستثمر في وسائل الاتصال والتواصل وعالم شركات الاتصالات. بعض الإعلام في الغرب يملكه اليهود، والصهاينة تحديداً، وقد سعى الإعلام العربي الى إنشاء مؤسسات رديفة بلغات عالمية لمنافسة، أو لإقامة بعضٍ من توازن، مع الإعلام الذي يؤثّر فيه اليهود.

والذي يتباهى اليوم بأنه "فضح" انحياز الإعلام الغربي الى إسرائيل ويعتبره جريمة، عليه أن ينظر في المرآة، قبل أن يُصدر أحكامه.

فهل اتخذ الإعلام العربي مثلاً موقفاً من تهجير نحو مئة ألف أرميني من إقليم ناغورني كراباخ، أم أنه انحاز الى الأذريين؟

وهل تحرك الإعلام العربي نصرة لمسيحيي العراق الذين قُتلوا وهُجّروا من منازلهم؟ ويوم أُفرِغت الموصل من مسيحييها؟ أم صدرت بيانات رفع عتب من مؤسسات بالكاد نشرها الإعلام؟

وماذا عن الإبادة الجماعية للإيزيديين في سنجار العراق العام 2014 والتي وُصفت بأسوأ الجرائم في التاريخ الحديث؟ أين وقف الإعلام العربي غير المنحاز؟ لقد تم قتل آلاف الإيزيديين واغتُصبت النساء واستُعبد الأطفال ودُمرت قرى بكاملها.

أليس هؤلاء وأولئك من أصحاب الحقوق في موطنهم، وألا يستحقون موقفاً إعلامياً متقدماً؟
هل انتصر الإعلام العربي لضحايا تفجير الكنائس في الكونغو وسري لانكا وغيرهما؟ وهل وقف مع مسيحيي مصر في سلسلة تفجيرات طاولت كنائسهم خصوصاً في العام 2017؟

تحرَّك الإعلام العربي، المسلم، لمواجهة حرق القرآن، لكنه لم يتنبه الى عدم مؤازرة الغرب للكنيسة في مواجهة أفلام مسيئة الى المسيحية، عندما صوّر المسيح أنه مثليّ الجنس، وعندما ظهرت ممثلة في دور مريم العذراء وهي تدخّن الماريجوانا؟... لم يناصر الإعلام الغربي ولا العربي الكنيسة.

كل هذه الأعمال مسيئة وبعضها إرهابي وتسيء الى الأبرياء والى كرامة المستهدفين، والى حرياتهم، ومعتقداتهم، بل حياتهم.

واليها ثمة ممارسات قمعية يمارسها المنتقدون أنفسهم، فهل من عدم الانحياز في منع بثّ محطات اعلامية في غير منطقة في لبنان، منعاً لحرية الرأي، وتقييداً لآراء المشاهدين وأذواقهم؟

وهل منعُ مراسلين من تغطية الأخبار في مناطق تخضع لقوى الأمر الواقع واتهامهم بالعمالة، هو ضربٌ من الديموقراطية وحرية الرأي والتعبير والتعدد؟

النظرة الى الاعلام والتعامل معه، يجب ألّا يكونا عملية مجتزأة، وسطحية، ومواجهة الحقيقة يجب أن تكون على قدر من الشمولية.

كل الشواهد السابقة، لا تدين الاعلام العربي الذي يحاول النهوض، ولا تبرّئ الاعلام الغربي مما يجب أن يكون عليه، خصوصاً انه يلقّن الآخرين دروساً في الحرية، والتعددية، تبدو احيانا نظرية. ولكن على المكتشفين "خبايا" الامور، والمهوّلين على الاعلام الغربي حالياً، أن ينظروا الى ما في أنفسهم أولاً.
المصدر : admin
المرسل : Sada Wilaya